وأخيراً مُنع الحوامل من البطاطا المقلية!
على الحوامل والمرضعات أن لا يتناولن شرائح البطاطا المقلية أو ما يسمونه بـ"فرنش فرايز"؛ وذلك لارتفاع مستوى المادة المسرطنة "اكريلاميد Acrylamid" كما جاء في دراسة علمية ألمانية.
وجاء هذا التحذير للحوامل والمرضعات بسبب أنَّ الأجنة والرضع حديثي الولادة هم أكثر عرضة للآثار السرطانية لمادة "اكريلاميد"؛ لأنَّ هذه المادة ذوابة في الماء بدرجة كبيرة، ممَّا يعرِّض الأجنة والرضع حديثي الولادة إلى خطر انتشارها في أجسامهم وارتفاع مستوياتها أكثر من البالغين؛ لأنَّ نسبة الماء في أجسام الأجنة والرضع حديثي الولادة أعلى من نسبة الماء في البالغين، كما أنَّ نموهم الجسدي لم يكتمل بعد، ممَّا يسمح بمرور هذه المادة "اكريلاميد" إلى داخل الجهاز العصبي بسهولة أكثر من البالغين - لأنَّ الحاجز العصبي الكامل النمو في البالغين يمنع مرور أي مادة مائية الذوبان إلى الدماغ والأعصاب - الأمر الذي يؤدي إلى تلف في الأعصاب أو الدماغ بسبب مادة "اكريلاميد".
وأول من لفت الانتباه العالمي إلى هذه المادة "اكريلاميد" هم الباحثون السويدون من جامعة "ستوكهولم" في شهر أبريل عام 2002 م عندما أشاروا إلى أنَّ هذه المادة السرطانية ترتفع نسبتها في البطاطا المقلية مثل "الشبس" و"فرنش فرايز"!؟
ولكن ما هي مادة "اكريلاميد"؟ ولماذا في البطاطا المقلية؟؟
"اكريلاميد" مادة صلبة على درجة حرارة الغرفة ذوابة في الماء. قد توجد في بعض المأكولات التي تتعرَّض لدرجات حرارة عالية مثل القلي والشوي والخبيز. ولكن المقلق حديثاً أنَّ نسباً عالية وأعلى من الحد المسموح به قد ظهرت في بعض المأكولات، وخاصة في المأكولات الشائعة مثل البطاطا المقلية والمعروفة بأسماء أخرى مثل الشبس أو "فرنش فرايز".
ولكن من أين تأتي مادة "اكريلاميد" ؟ وكيف نشأت في البطاطا المقلية؟
يعتقد أنَّ تفاعلاً كيماوياً بين مكونات المواد الغذائية مع النشويات ينتج مادة "اكريلاميد"، وهو التفاعل الذي يحدث بين الحامض الأميني اسباراجين asparagine وسكر الجلوكوز Glucose أو نشويات من نوع آخر.
أمَّا لماذا في البطاطا المقلية، فلأنَّها أكثر ما ينطبق عليه شروط تكوُّن المادة المسرطنة "اكريلاميد" إذ إنَّ فيها الحامض الأميني وفيها السكر، وتتعرَّض إلى درجات عالية من الحرارة عند القلي، وخاصة لدى المطاعم التي تقدم وجبات سريعة.
ما هو الحل؟
لا توجد حلول حتى الآن، فالمعلومات قليلة والبحوث مستمرة حول خطورة هذه المادة. وحتى تظهر نتائج جديدة، يجب أن نقلل من تناول المقليات والمشويات، خاصة خارج البيت. أما في البيت فيجب أن نقلل من درجة حرارة الزيت عند القلي. أما بالنسبة للحوامل والمرضعات، فالأفضل أن يمتنعوا عن تناول الأطعمة خارج المنزل، وأن يقللن من تناول البطاطا أو النشويات المقلية على درجات حرارة مرتفعة (180) درجة مئوية أو أكثر، أما إذا كانت درجة حرارة القلي منخفضة فلهن أن يستمتعن بقليل منها حتى صدور أخبار علمية جديدة.
وهذه مناسبة لنصح الحوامل أو من يتوقعن الحمل قريباً أن يمتنعن عن الأكل والشرب خارج المنزل، وان تصنع كل حامل طعامها بيديها؛ لتعرف ما الذي ستضعه في فمها، وأن تصبر في هذه الفترة الحرجة؛ لأنها تتعلق بحياة مخلوق آخر لا يستمتع بما تستمع أمه بأكله.. ولكن يناله الأذى أو التشوه منها!