تحسين نوعية النطاف
الحيوان المنوي هو الخلية التي يشارك بها الرجل في التلقيح. تندفع ملايين الحيوانات المنوية الموجودة في القذفة الواحدة لتقطع الطريق من عنق الرحم إلي قناة فالوب في جسم الزوجة لتلتقي بالبويضة، التي ينجح حيوان منوي واحد فقط من كل هذه الملايين في اختراقها، و ذلك لإصابة أغلب الحيوانات المنوية بالضعف و الإنهاك نتيجة طول الطريق و كثرة العقبات.
يتكون الحيوان المنوى فى الخصيتين، و يخرج منهما عبر القناتين المنويتين، ويُصَب عليه السانل المنوي في الطريق من الحويصلتين المنويتين.
لكي يكون الحيوان المنوي قادراً على الإخصاب، لابد أن يتمتع بصفات معينة:
صفة الحيوان المنوي السليم:
- يتكون الحيوان المنوى من رأس و عنق و ذيل. يحتوى الرأس على المادة الوراثية (الكروموزومات) التى تتفاعل مع المادة الوراثية الخاصة بالبويضة لتنشأ خلية الجنين الأولي. تعلو الرأس حويصلة تحتوى على إنزيمات مذيبة, تذيب جدار البويضة لكى يتمكن الحيوان المنوى من اختراقها. العنق هو مصنع الطاقة التى تتيح للذيل أن يتحرك ليدفع الحيوان المنوى إلى الأمام.
- لابد أن يكون عدد الحيوانات المنوية كافياً لإغراق الرحم بحيث تزيد احتمالات التقاء الحيوانات المنوية المتحركة بالبويضة، آخذين في الاعتبار أن الحيوانات المنوية تضعف تدريجياً أثناء رحلة البحث عن البويضة، فلا يبقي من الملايين إلا حيوانات منوية معدودة قادرة على الإخصاب، مما يستوجب كثرة الحيوانات المنوية لتعويض الفاقد، و آخذين في الاعتبار صغر حجم البويضة المتناهي بالنسبة للرحم، مما يستوجب امتلاءه بالحيوانات المنوية لعلهم يلاقونها أينما كانت في الرحم الواسع. تركيز الحيوانات المنوية الأدني هو ۲۰ مليون في الملليمتر المكعب.
- لابد أن يكون الحيوان المنوي قادراً علي الحركة كي يصل إلى البويضة و يلقحها. للحيوان المنوي ذيل يضرب يمنة و يساراً، و هو ما يولد الدفع الأمامي. الحد الأدني للحيوانات المنوية المتحركة هو ستين بالمائة من الإجمالي في الساعة الأولي بعد القذف. و الحركة درجات و سرعات. يجب أن يكون هناك خمس و عشرين بالمائة كحد أدني من الحيوانات المنوية السريعة المندفعة إلى الأمام، حيث أن هؤلاء هم الأقدر علي الإخصاب. تعتمد الحيوانات المنوية في حركتها علي مادة الفركتوز السكرية الموجودة في السائل المنوي
- يجب أن تتوفر للحيوان المنوي مواد كيماوية معينة تُذِيب جدار البويضة. هذه الإنزيمات المذيبة توجد في حويصلة تدعى "الحويصلة الأكروسومية" (Acrosomal cap)، علي مقدمة الحيوان المنوي. عدم وجود هذه الحويصلة أو تلف محتوياتها يؤدي إلي عدم القدرة على التخصيب.
- يجب أن تتوفر للحيوان المنوي نواة تحتوي علي المادة الوراثية للرجل بصورة سليمة، حيث أن هذه الماده الوراثية هي لُب التخصيب، و الحيوان المنوي ما هو إلا ناقل لهذه المادة الوراثية لتختلط بتلك الخاصة بالمرأة في البويضة، فيتكون الجنين بإذن الله.
- يجب أن تكون البيئة المحيطة بالحيوان المنوي (السائل المنوي) سليمة و إلا تتأثر قدرة الحيوان المنوي على الإخصاب. فعلى سبيل المثال، يجب أن يكون السائل المنوي خالياً من الميكروبات و الخلايا الصديدية و الأجسام المضادة (أجسام يفرزها الجهاز المناعى للجسم لحمايته من الدخلاء، إلا أنها يمكن أن تفرز بطريق الخطأ ضد الحيوان المنوي)، و يجب أن يكون السائل سلساً بما فيه الكفاية، حيث أنه يتجلط بعد القذف، ثم يذوب تدريجياً. فإذا لم يحدث الذوبان نتيجة أمراض معينة، تمنع كثافة السائل المتجلط حركة الحيوان المنوي. و الجدير بالذكر أن السائل المنوي لا يُفرَزُ من الخصية، و إنما من غُدَّتَي "الحويصلة المنوية" و "البروستاتة".