تظهر الإصابة بفيروس "CMV " في جميع المناطق الجغرافية في العالم وبين جميع الطبقات الاجتماعية في حوالي من 50 % إلي 85% لدي البالغين.
يعتبر فيروس CMV من الفيروسات التي تنتشر وتصيب بسهولة الجنين في حالة إصابة الأم.
بالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين يصابوا بفيروس "CMV" منذ الولادة، فلا تحدث أي أعراض ظاهرة ولا عواقب صحية بعد ذلك.
هناك بعض الأشخاص تظهر عليهم بعض الأعراض مثل أعراض شبيهة بأعراض داء وحيدات النواة (mononucleosis) مع أعراض حمي لفترة طويلة وإصابة بسيطة " بالتهاب الكبد الوبائي - hepatitis".
عندما تحدث الإصابة لشخص للمرة الأولي، يبقي الفيروس حي في الجسم ولكنه يبقي في غالب الأحوال ساكن غير نشط في الجسم طوال الحياة. نادراً ما تتكرر الإصابة بالفيروس مرة أخري إلا في حالة الضعف الشديد الذي قد يحدث لجهاز المناعة في الجسم نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى الشديدة أو بعض أنواع العلاجات.
لذلك نستطيع أن تقول أن بالنسبة لغالبية الأشخاص، فإن فيروس "CMV" لا يعد مشكلة خطيرة.
- ومع ذلك، فإن فيروس "CMV" يعد هام بالنسبة لبعض الأشخاص، وأهم هذه الحالات:
1- خطورة إصابة الجنين خلال فترة الحمل إذا كانت الأم مصابة.
2- خطورة إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مع الأطفال في الحضانات مثلاً.
3- خطورة إصابة الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد جداً في جهاز المناعة نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسبة "AIDs" أو فيروس الكبد الوبائي "HIV" أو الأشخاص الذين تعرضوا لعملية نقل أعضاء.
- طبيعة فيروس "CMV":
فيروس "CMV" هو عضو من أعضاء فيروسات الحلاء (Herpesvirus) مثل فيروس الحلاء البسيط وفيروس (Varicella-zoster) الذي يؤدي إلي الإصابة بالجديري (Chickenpox). وهذه الفيروسات تتمتع بطبيعة البقاء ساكنة في الجسم طوال الحياة.
الإصابة الأولية بفيروس "CMV" والتي قد تحدث بعض الأعراض البسيطة في البداية، تنتج دائماً عنها بقاء الفيروس غير نشط في خلايا الدم، غير محدثة أي أعراض إعياء وأي إصابات أخري.
الإصابة والضعف الشديد في جهاز المناعة فقط والذي يؤدي إلي نشاط هذا الفيروس في الجسم وتحدث هذه الإصابة البالغة في جهاز المناعة كما ذكرنا من قبل نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل فيروس نقص المناعة أو الكبد الوبائي أو نتيجة العلاج ببعض أنواع العقاقير.
ينتشر فيروس "CMV" في سوائل الجسم المختلفة لدي أي مصاب بالفيروس، ولذلك فقد يوجد في البول، اللعاب، الدم، الحيوانات المنوية، ولبن الثدي أو أي سوائل أخري في الجسم.
يمكن انتشار فيروس "CMV" عن طريق الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب، وقد ينتشر أيضاً عن طريق لبن الأم أثناء الرضاعة، أو خلال عمليات نقل الأعضاء ونادراً ما ينتشر عن طريق نقل الدم.
بالرغم من عدم حدوث العدوى من هذا الفيروس بشكل كبير مثل باقي الفيروسات المعدية، إلا انه قد ينتشر بين أفراد البيت الواحد وبين الأطفال في الحضانات. من الممكن منع انتقال الفيروس بسهولة وذلك لأنه ينتقل فقط عن طريق سوائل الجسم والتي قد تتصل باليد أثناء المصافحة ثم تنتقل للشخص إلي الفم أو الأنف وتحدث الإصابة.
لذلك يمكن ببساطة تجنب الإصابة عن طريق غسيل اليد بالصابون والماء فذلك يقضي نهائياً علي إمكانية الإصابة بالمصافحة.
تحدث حالة الإصابة بفيروس "CMV" بدون حدوث أي أعراض للأجنة أو الأطفال. لذلك من المهم جداً الاعتناء بالنظافة الشخصية للأطفال لتجنب الإصابة.
ولكن متي يمثل فيروس "CMV" ذات خطورة علي المصاب؟
- الإصابة بالفيروس في فترة الحمل:
تتفاوت فرص إصابة السيدة الحامل بفيروس "CMV" لأول مرة من 1% إلي 3 %.
بالنسبة للأمهات الأصحاء فهم غير معرضين للإصابة بأي مشاكل صحية نتيجة الإصابة بالفيروس.
لا يحدث غالباً أي أعراض للسيدات الحوامل عند الإصابة بالفيروس، ولكن هناك قلة قد تحدث لهن أعراض مرض شبيه بداء وحيدات النواة (mononucleosis)
قد يتعرض الجنين لخطورة للإصابة بهذا الفيروس عند الولادة. وعند حدوث احتمالية إصابة المولود لفيروس "CMV" من الأم هناك احتمال لوجود مشكلتين:
1- في حالة حدوث الإصابة للطفل الرضيع، وتختلف الأعراض من حدوث تضخم متوسط للكبد والطحال إلي إصابة بالغة لهم. معظم هؤلاء الأطفال ينجوا من الفيروس بالعلاج. ولكن حوالي من 80% -90% من هؤلاء الأطفال يتعرضوا لمضاعفات في السنوات القليلة الأولي من حياتهم والتي قد تتضمن على فقد السمع، ضعف البصر، ودرجات متفاوتة من الخلل العقلي.
2- أما النسبة المتبقية وهي من 5% إلي 10% من باقي حالات الأطفال المصابة ولكن بدون حدوث أعراض لهم عند الولادة يمكن أن يتعرضوا لدرجات متفاوتة من مشاكل في السمع والخلل العقلي.
لكن في نفس الوقت، هذه العوامل الخطرة تنحصر فقط عند الأمهات اللاتي لم يصابن بفيروس "CMV" من قبل وحدثت لهن الإصابة للمرة الأولي أثناء الحمل. حتى في هذه الحالة، ثلثي الأطفال لن يصابوا بالفيروس، وفقط من 10% إلي 15 % من الأطفال الذين أصيبوا بالفعل (أي الثلث المتبقي) قد يحدث لهم أعراض الإصابة بالفيروس في أول الولادة.
بالنسبة للسيدات اللاتي أصبن بالفيروس قبل حوالي ستة أشهر من بداية الحمل فهن أقل عرضة لإصابة أطفالهن بمضاعفات الإصابة بالفيروس. هؤلاء السيدات وهن حوالي من 50% إلي 80% من السيدات اللاتي في فترة الإنجاب، فإن معدل إنجاب طفل مصاب بالفيروس هو حوالي 1%، وهؤلاء الأطفال لا يحدث لهم أي أعراض أو مضاعفات غير طبيعية بعد ذلك.
قد يصل الفيروس أيضاً إلي الطفل أثناء الولادة عن طريق إفرازات الجهاز التناسلي أو بعد ذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية. ولكن هذه الإصابات تنتهي بأعراض بسيطة أو لا تحدث أي مشاكل علي الإطلاق.
ملخص ما سبق بخصوص السيدات الحوامل وفيروس "CMV"، نستطيع أن نقول أن السيدة التي لم تصاب قبل ذلك بفيروس "CMV" وتمت إصابتها للمرة الأولي أثناء الحمل، يكون هناك احتمال كبير أن يصاب المولود بمضاعفات الفيروس بعد ولادته وأكثر هذه المضاعفات انتشاراً هو ما يتعلق بفقدان السمع، ضعف الرؤية أو درجات متفاوتة من الخلل العقلي.
ومن ناحية أخري بالنسبة للأطفال الذين يصابوا بالفيروس بعد الولادة، نادراً ما يحدث لهم أي أعراض أو مضاعفات.
- نصائح للسيدات الحوامل بالنسبة للإصابة بفيروس "CMV":
1. الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال فترة الحمل، خاصة غسيل اليدين بالماء والصابون عند التعرض لأي إفرازات أو سوائل (خاصة مع الأطفال في الحضانات) تضمن عدم الإصابة عن طريق الملامسة.
2. إذا شعرت السيدة الحامل بأي أعراض شبيهة بأعراض داء وحيدات النواة (mononucleosis) خلال فترة الحمل، يجب أن تقوم بتحاليل فيروس "CMV" واستشارة الطبيب بخصوص احتمالات إصابة الجنين في حالة وجود الفيروس نشط في الجسم.
3. القيام بعمل تحاليل طبية للكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس "CMV" في الجسم لمعرفة إذا كانت السيدة قد أصيبت بالفيروس من قبل.
4. لا داعي لعزل الأطفال المصابين بالفيروس في المدارس أو الحضانات، لأن هذا الفيروس منتشر بين كثير من الأصحاء ومع وجود الوقاية الكافية لا ضرر منه.
- تشخيص الإصابة بفيروس "CMV":
لا يتم غالباً تشخيص الإصابة بالفيروس لأن نادراً ما يسبب الفيروس أي علامات في بداية ظهوره وينشط بدون ظهور أي أعراض علي الشخص المصاب. في نفس الوقت بالنسبة لأي شخص يصاب بالفيروس فإن جسمه يقوم ببناء أجسام مضادة للفيروس وتبقي هذه الأجسام في جسم المريض طوال العمر. هناك اختبارات معملية متوفرة للفحص عن وجود هذا الفيروس في الجسم أو وجود أجسام مضادة له تشير إلي حدوث الإصابة من قبل وهل هي إصابة حديثة أم قديمة. ولك عن طريق كل من( igG – igM ) وسوف نشرح الفرق بينهما لاحقاَ.
- يجب القيام بعمل اختبار لفيروس "CMV " في حالة:
1- ظهور علامات الإصابة بداء وحيدات النواة (mononucleosis) وكانت نتيجة التحاليل سلبية عند القيام بها.
2- في حالة ظهور أعراض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي "A-B-C" وأظهرت التحاليل أيضاً أن الشخص غير مصاب بالكبد الوبائي.
لأفضل نتيجة للتأكد من وجود أو عدم وجود الفيروس يجب القيام بأخذ عينة من الدم و فحصها عند بداية الشك في الإصابة بالفيروس ثم مرة أخري بعد أسبوعين من التحاليل الأولي، حيث أن من طبيعة هذا الفيروس أن يظهر في أي مرحلة بعد ظهور الأعراض علي المريض.
- علاج فيروس "CMV":
(Ganciclovir – Forcarnet) هما التركيبتان المتوفرتان حالياً لعلاج فيروس "CMV".
لقد تم استخدام هذه التركيبة من العقاقير لعلاج الفيروس عند المرضي الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة، أو المرضي الذين يعانون من تطور شديد للمرض ويتضمن إصابة شبكية العين.
حتى عام 1998 كانت الدراسات مستمرة لإيجاد عقار مفيد لعلاج تطورات الفيروس عند الأطفال حديثى الولادة والذين يعانون من الإصابة بالفيروس منذ الولادة حيث حدثت العدوى من الأم الحامل كما ذكرنا من قبل.
لا ينصح باستخدام العقار للأشخاص المصابين بالفيروس والذين يتمتعون بصحة عامة جيدة لأن الأعراض الجانبية للعقار أقوي من فوائده بالنسبة للأشخاص الأقل إصابة.
في عام 2003 استطاع الباحثون في أوروبا التوصل لتركيبة عقار أكثر فاعلية لإصابات فيروس "CMV" وأظهر حتى الآن تأثيرات جيدة لإيقاف التأثيرات السلبية للفيروس.
هناك بعض الآثار السلبية للعقار وتتضمن احتمال حدوث نقص في عدد كرات الدم البيضاء(وهي هامة لمحاربة الفيروسات في الجسم بشكل عام) وعدد كرات الدم الحمراء (التي تحمل الأكسجين) والصفائح الدموية (التي تساعد علي تجلط الدم).
أيضاً بالنسبة (Forcarnet) قد يحدث في بعض الأحيان بعض الإصابات في الكلي. لذلك ينصح الأطباء دائماً بمتابعة التحاليل أثناء العلاج بشكل متكرر، خاصة تحاليل الدم الكاملة وتحاليل الكلي والكبد.
يجب استشارة الطبيب في حالة الإصابة بالفيروس واستشارة الطبيبة أيضاً بالنسبة للتحاليل المطلوبة خاصة في حالة الخضوع للعلاج.
- تعريفات مكملة:
- تعريف وحيدات النواة (Mononucleosis):
هو مرض شديد، يتصف أعراضه بظهور حمي، قرح في الحنجرة ، تضخم في العقد الليمفاوية والغدد الليمفاوية خاصة في الرقبة وزيادة غير طبيعية في كرات الدم وحيدات النواة.
يحدث هذا المرض غالباً نتيجة الإصابة بفيروس"EBV" ولكن قد يحدث أيضاً نتيحه الإصابة بفيروس "CMV"، وكلاً من الفيروسين هم من عائلة فيروس "هربس - Herpes" (وهو مرض جلدي وعائي مخاطي). داء وحيدات النواة ليس معدٍ بدرجة كبيرة ويعتقد أنه يمكن انتقاله عن طريق التقبيل.
- الفرق بين "IgG" و"IgM":
بشكل عام، فإن الأجسام المضادة "IgM" تعد مؤشر لوجود إصابة شديدة وحديثة في نفس الوقت عند الشخص المصاب.
تظهر الأجسام المضادة "IgM" مبكراً عند الإصابة ثم تختفي بعد ذلك بفترة قصيرة.
أم الأجسام المضادة "IgG" فهي تظهر بعد اختفاء الأجسام المضادة "IgM" و تبقي طويلاً، وغالباً تبقي طوال العمر.
ولذلك فإن وجود "IgG" يعد مؤشر لحدوث إصابة قديمة.
في حالة الإصابة بفيروس "CMV" ولأن كثير من الأشخاص قد يكونوا تعرضوا من قبل للإصابة بهذا الفيروس لأنه منتشر بشكل كبير، فإن ذلك يعني أن الأجسام المضادة "IgG" قد تظهر في تحليل الدم ولكنها تكون غير نشطة.
أما وجود كل من "IgG" و "IgM" في تحليل الدم فإن ذلك يكون مؤشر لوجود إصابة أولية قد تكون موروثة من الأم في حالة وجود الفيروس في الطفل حديث الولادة وقد تكون مؤشر لحدوث الإصابة قبل التحليل بشهور أو أسابيع قليلة بالنسبة للبالغين.
يظهر تحليل"CMV" نوعية الإصابة وما إذا كانت حديثة أم قديمة ونشطة أم غير نشطة. ويقوم الشخص المصاب بعمل تحليل أخر بعد التحليل الأول بحوالي من 10 إلي 15 يوماً أو كما ينصح الطبيب المعالج أو معمل التحليل.