التقلبات المزاجية للحامل حالة طبيعية.. ولكن؟
هل أنت حامل؟ ها تنتابك مشاعر متناقضة وهواجس مختلفة تقلقك؟ لا تستطيعين
التصرف بعقلانية ؟ إطمئني ، فالتقلبات المزاجية أمر طبيعي وهي جزء من
التطورات الفيزيولوجية التي تطرأ على الحامل، تماما مثل انقطاع الدورية
الشهرية، وزيادة الوزن والغثيان..
كيف تستقبل المرأة خبر حدوث الحمل؟
الحمل حدث فيزيولوجي طبيعي عند النساء، لكن الموقف منه يختلف بين امرأة
وأخرى باختلاف المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ة والبيولوجية.
فعلى سبيل المثال: إذا حدث الحمل بتدريب مسبق وبموافقة واستعداد الشريكين
مع مراعاة وضعهما الاقتصادي والاجتماعي، فإن المرأة تكون عنه فكرة ايجابية
وتتقبله بسعادة بالغة، أما إذا تزوجت في سن مبكرة، وحدث الحمل بطريقة
مفاجئة وبدون استعداد مسبق فإنها ستكون بوضع نفسي غير مستقر يؤثر سلبا على
موقفها من الحمل ويستمر طوال فترة الحمل.
الرعاية النفسية للمرأة ضرورية قبل الحمل وبعده !
وتجدر الإشارة الى أن موقف المرأة العاملة، يختلف عن موقف المرأة غير
العاملة من الحمل، كما تؤثر البيئة الاجتماعية على المشاعر الأولية التي
تكنها تجاهه، فإذا تحدرت من وسط متدن اجتماعيا وثقافيا، فهذا حتما يؤثر
سلبا على موقفها والعكس صحيح.
ماهي أسباب التغيرات العاطفية التي تطرأ على الحامل؟
غالبا ما تشعر باضطرابات وتقلبات مزاجية نتيجة التغيرات الهرمونية خلال
فترة الحمل، وهي طبيعية وتصيب جميع الحوامل. وقمة هذه التغيرات تكون في
الشهر الرابع حيث ترتفع مستويات الإستروجين والبروجيسترون و HCG وهو "هرمون
الحمل"، وهي تنعكس على كافة الأجهزة في الجسم بدءا من الجهاز العصبي حيث
تصبح الحامل أكثر عرضة الى التقلبات المزاجية، مرورا بجهاز الدم حيث تعاني
خلال الأشعر الأولى من هبوط في ضغط الدم نتيجة تحوله الى الرحم وصولا الى
التغيرات في الجهاز الهضمي.
ما هي أبرز التقلبات المزاجية التي تصيب الحامل؟
تعاني الحامل من سلسلة من المشاعل والحالات المتناقضة ومنها: الحماسة
والابتهاج، حيث تميل الى الإفراط في التفائل مع رغبة شديدة في الضحك واللهو
والعب وللعب وإشاعة الفرح حولها، مع شعورها بالحاجة الى الخروج من المنزل
ولقاء الأصدقاء والأقارب.
- الغضب والاستياء: تنتاب الحامل حالة من الإستياء والغضب العارم جراء
مبالغة بعض الاشخاص في تقديم النصائح لها، مثل: كلي هذا، لا تشربي ذلك،
ابتعدي عن، انتبهي الى.. فمحاولة الجميع مساعدتها باستمرر تشعرها وكأنها
شخص ضعيف أوعاجر.
- التوتر والقلق: تخشى الحامل ارتكاب اخطاء أو سوء التصرف، كما يقلقها
الشعور بالمرض وامكانية عدم استمرار الحمل وبالتالي، الوصول الى نهاية
سعيدة بانجاب طفل سليم.
- النواح والندب: تراود الحامل احيانا رغبة ملحة في البكاء من دون معرفة
السبب، وقد يفيد البكاء في تفريغ الطاقة السلبية والهواجس من جسدها.
- الحساسية المفرطة: تصبح الحامل مرهفة الحس وأكثر تأثرا بالأحداث التي
تجري حولها، فأي موقف أن انتقاد بسيط يوجه إليها قد يزعجها. وهي تحتاج الى
زوج ودفء العائلة كي لا تشعر بالاحباط.
- الخوف: تنتاب معظم الحوامل حالة من الخوف، خصوصا في الحملة الأول،
فتتساءل : هل سأتحمل آلام الولادة؟ وهل سأكون أما صالحة؟ هل أسأجيد
الاعتناء بطفلي؟ كيف ستصبح علاقتي بزوجي؟ ما هي سلسلة الأعباء الجديدو
المترتبة علي؟ وقد يتفاقم هذا الخوف ويتحول الى رهاب أي الخوف المرضي.
وتجدر الإشارة الى ان الإفراط في التقلبات المزاجية ربما يؤدي الى ما يعرف
بكآبة الحمل التي قد تستمر وتتطور الى كآبة ما بعد الحمل حيث تصعب
معالجتها.
كيف نساعد الحامل أنها ليست مريضة، وأن الحمل حالة فيزيولوجية طبيعية تنتج
من تلقيح بويضة ذات خصوبة جيدة بحيوان منوي، فيتكون جنين يترعرع في
الرحم.ومن الضروري التركيز على الرعاية النفسية للمرأة قبل حدوث الحمل وبعد
من خلال تقديم معلومات وافية عن الحمل ومراحله ومتطلباته، وعملية نمو
الجنين بالترافق مع أمثلة ودلائل حسية عن التغيرات ، ومن الضروري أيضا
الاهتمام بغذاء الحامل لتفادي تعرضها الى مشاكل صحية. ويجب التركيز في
الحديث.
كيف تتجنبين الإصابة بكآبة ما بعد الحمل؟
معها على الجوانب الإيجابية للحمل وبأنها ستصبح أما وهذا شعور رائع اختبره
منجبات قبلها ولديهن خبرة قد تفيدها. وعلى الأهل والزوج والأصدقاء والطبيب
المختص ان يرافقوا الحامل طيلة فترة حملها، ويوضحوا لها أنهم مستعدون
دواما لمساعدتدها، مما يرفع معنوياتها ويزيد ثقتها بنفسها، فيقل خوفها
تدريجيا من مرحلة الولادة، وتتخلص من الشعور بالفراغ العاطفي الذي يؤدي ال
كآبه الحمل.
العلاج:
وهذه الحالات تحتاج الى العلاج بواسطة معالج نفسي وطبيب نساء وتوليد، حيث
يتم إجراء تحليل للحمل وعرضه على المريضة مع تدعيمها نفسيا، وهنا تبدأ
الأعراض الكاذبة للحمل في الاختفاء تدريجيا، لكن يجب استمرار المساندة
النفسية للمرأة واقناعها بالأمر ومساعدتها على احتماله. أما المرأة التي
تقاوم العلاج، ويتكون لديها اعتقاد راسخ لا يتزعزع بوجود الحمل، فهي بحاجة
الى العلاج بواسطة مضادات الذهان (Antipsychotics).
وفي المقابل حثها على ممارسة بعض أنواع الرياضة كالمشي واليوغا سماع
الموسيقى الكلاسيكية التي تساعدها على الشعور بالراحة والاطمئنان والتكيف
مع وضعها. كما أن قيامها بتجهيز غرفة مولودها الجديد بنفسها، والاعتناء
بأدق التفاصيل، تشعرها بالسعادة والشوق الى رؤية هذا الجنين الذي ينمو في
أحشائها، طفلا يملأ البيت بهجة وسعادة. وأخيرا علينا أن نذكر الحامل بأن
فترة الحمل "آنية"، وبعد تسعة أشهر ستعود الى طبيعتها، وتستعيد كامل
رشاقتها وأنوثتها خلال فترة أقصاها 40 الى 45 يوما بعد الولادة.