يتطلب إنجاب الطفل التزاماً مدى الحياة كي توفري له ما يحتاجه من حبّ ورعاية وتغذية ومأوى وتعليم واهتمام وأمور أخرى. حتى قبل أن تقرري إنجاب طفل، من الهام مناقشة الأمر مع زوجك.
إن إنجاب الطفل له تأثير كبير على حياتك لأنه سيغير محور الكون لديك. بالنسبة للبعض، هو أمر طبيعي للغاية في الحياة بينما يكون صدمة حقيقية بالنسبة للبعض الآخر. تخيّلي إحساسك حين تحملين وكيف ستتعاملين مع التغيير الذي يطرأ على حياتك وكيف يمكنك إعداد نفسك للحياة الأسرية بحلوها ومرّها.
ولكن هل أنت مستعدة لذلك؟ من خلال إدخال بعض التعديلات على نمط الحياة الذي تعيشينه الآن، يمكنك أن تمنحي طفلك القادم أفضل بداية ممكنة بإذن الله بتغيير خطوات بسيطة لنمط حياتك تكونين أكثر استعدادا للحمل
ضبط النظام الغذائي
تعتبر التغذية السليمة أمراً ضرورياً. انسي كل ما قرأتِ عن النظام الغذائي واتركي جانباً الأقاويل القديمة، وتعلمي تناول الطعام الحقيقي. وهذا يعني إتباع نظام غذائي متوازن يتألف، على الأقل، من ثلاث وجبات رئيسية يومياً تحتوي على ما لا يقلّ عن خمس حصص من الفاكهة أو الخضروات.
هناك ثلاثة عناصر غذائية هامة تساعدك على التمتع بحمل صحي هي: الكالسيوم والحديد وحمض الفوليك (أو الفوليك أسيد) . يضمن لك تناول قرص واحد من الفيتامينات المتنوعة الحصول على ما يكفي من هذه المواد، ولكن احرصي على استهلاك كميات كبيرة من الحليب (اللبن) والفواكه الحمضية والعصائر والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والمكسّرات والحبوب الكاملة والخبز المقوّى.
كما عليك تخفيف استهلاك الكافيين. لقد جاءت الأبحاث التي تربط بين استهلاك المرأة للكافيين والتقليل من فرص الحمل متناقضة، ولكن، بشكل عام، يوصي الأطباء بخفض مستويات استهلاك الكافيين. وعلى النقيض من ذلك، من يخطط ليصبح أباً، ينبغي أن لا يتردد في شرب كوب إضافي من الكافيين لأنه قد يساعد الرجال من خلال تحفيز حركة الحيوانات المنوية لإحتواء القهوة على مضادات أكسدة.
ضبط الوزن
إن كونك تعانين من انخفاض في الوزن أو زيادة فيه يمكن أن يؤثر على خصوبتك، بل قد يشكّل مخاطر كبيرة على حملك. إن أفضل توقيت للوصول إلى وزن صحي هو الوقت الذي يسبق محاولة الإخصاب، بحيث يمكنك زيادة فرص حملك الصحي.
إذا كنت من صاحبات الوزن الزائد أو السمنة، فلن يمنعك ذلك من الحمل. غير أن خسارة الوزن الشديدة التي تنتج عن إتباع حمية (ريجيم) غذائية قاسية يمكن أن تستنفذ ما في الجسم من مخزون غذائي، وهي ليست وسيلة ملائمة لبدء الحمل. كما لا يفضّل إتباع حمية غذائية أثناء الحمل لأنها تحدّ من حصول طفلك على المواد المغذية الهامة. بل عليك قبل البدء بمحاولة الإنجاب، اختيار الأطعمة قليلة الدهون والتي تحتوي على نسبة عالية من الألياف. وأفضل طريق للنجاح في ذلك هو الجمع ما بين نظام غذائي متوازن وبرنامج للتمارين الرياضية بحيث تفقدي من وزنك ما يتراوح بين 450 إلى 900 جرام في الأسبوع، وهي نسبة آمنة من تخفيف الوزن.
أما إذا كنت تعانين من نقص في الوزن، فحاولي زيادته عبر إتباع نظام غذائي صحي. تزداد كثيراً مخاطر تعرضك للإجهاض إذا حملت وأنت من ذوات الوزن المنخفض. في حين وُجِدَ أن المرأة النحيلة يمكن أن تلد أطفالاً أصحاء، وهذا ما يحدث بالفعل، فقد أظهرت الدراسات أن الأمهات اللواتي يعانين من نقص في الوزن أكثر عرضة لولادة أطفال منخفضي الوزن. بطبيعة الحال، إن التهامك كميات كبيرة من الشوكولاته لن يمنحك الفيتامينات والمعادن الضرورية التي تحتاجين إليها. عوضاً عن ذلك، حاولي الحصول على سعرات (وحدات) حرارية إضافية من كافة المجموعات الغذائية الأساسية الأربع.
الفيتامينات
يأتي على رأس قائمة الفيتامينات التي تحتاجها المرأة الحامل حمض الفوليك الذي يساعد على الحماية من تشوّهات الحبل الشوكي أو العمود الفقري لدى الأجنّة. استشيري الطبيب إذا كنت قد تحتاجين لشيء آخر
التمارين الرياضية
يشتمل برنامج التمارين الرياضية الجيد والمتوازن على ثلاث فوائد هامة هي: القدرة على التحمّل، والقوة، والمرونة. وهي عناصر تحتاجينها لحمل الجنين، وملاحقة الطفل الصغير، والتعامل مع صعوبات الأمومة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على لياقة الجسم وشكله المتناسق قبل ثلاثة أشهر على الأقل من الإخصاب (ويفضّل أن تتراوح الفترة ما بين ستة أشهر و 12 شهراً)، قد يعينك على اعتماد أسلوب حياة نشط وحيوي خلال فترة الحمل كي تستمتعي برحلة الأشهر التسعة، فضلاً عن مساعدتك في عملية المخاض والولادة. يمكن أن تقيك تقوية عضلات الظهر الآن على سبيل المثال من آلام أسفل الظهر في وقت لاحق. كما تحسّن التمارين الرياضية مزاجك ومستويات الطاقة لديك وتساعدك على تحقيق وزن صحي قبل الحمل. وستكونين أيضاً أقل عرضة للتغيرات الهرمونية التي قد تدفع النساء الحوامل إلى الغضب والانفعال مما يجبر بقية أفراد العائلة والصديقات إلى "الاختباء" بعيداً عنك!
تساهم التمارين الرياضية الجيدة في إيصال المرأة إلى اللياقة المطلوبة لفترة الحمل، ويمكن أن تتضمن الجري أو الركض، والمشي، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية أو الثابتة، والأيبروبيكس أو التمارين السويدية. مع ذلك، فإن بعض هذه الأنشطة مجهدة إلى حد ما، ولا يجب القيام بها للمرة الأولى خلال الحمل بل يستحسن ممارستها لفترة طويلة قبل السعي إلى الحمل. فيما بعد، يمكنك مواصلة روتينك عندما تصبحين حاملاً.
ملاحظة: بالنسبة لجميع الأنشطة المذكورة أعلاه، عليك البدء ببطء ولا تحمّلي نفسك أكثر من طاقتها. كما عليك دائماً استشارة الطبيبة المختصة قبل الشروع في أي برنامج رياضي جديد.
الإمتناع عن التدخين
إن التدخين أثناء الحمل يمكن أن يضر بطفلك. فقد أظهرت دراسات عديدة أن التدخين له علاقة بالإجهاض التقائي (خسارة الجنين) والمواليد ذوي الوزن المنخفض والأطفال الخُدّج (المولودين قبل الأوان أو المبتسرين). كما يمكن للتدخين خلال فترة الحمل أن يزيد من مخاطر تعرّض طفلك لمتلازمة موت المهد.
وقف وسائل منع الحمل
إذا كنت تستعملين حبوب (أقراص) منع الحمل، فإن عليك الانتظار بضعة أشهر بعد إيقافها قبل البدء بمحاولة الحمل بحسب نصيحة بعض الأطباء، لأن دورتك الشهرية قد تحتاج إلى بعض الوقت كي تستعيد وضعها الطبيعي وتنتظم . مع ذلك، عادة ما ينصح الأطباء ببدء محاولة الإخصاب بعد مرور دورة طمث واحدة عقب التوقف عن تناول حبوب منع الحمل