رف النزف ما بعد الولادة تقليدياً بأنه خسارة 500مل أو أكثر من الدم بعد خروج أو استخلاص المشيمة والأغشية.
ولكن معظم أطباء التوليد بالرغم من ذلك يشعرون بأن هذا التعريف غير كافٍ سريرياًوذلك لان خسارة الدم الوسطية بعد الولادة هي تقريباً 600مل في حالة ولادة جنين واحد وتقريباً 1000مل بالنسبة للولادة المهبلية للتوأم أو العملية القيصرية. وبشكل طبي يحدث النزف الرحمي بشكل رئيسي من مكان ارتكاز المشيمة ، ويسيطر عليه بشكل مبدئي بواسطة تقلص الألياف العضلية الرحمية الشبكية المتضافرة ثم تكدس الصفيحات وتشكل خثرة فيبرينية في الشرايين والأوردة الحلزونية الساقطية فيما بعد.
استئصال رحم
ان النزف ما بعد الولادة هو واحد من أكثر الاختلاطات التوليدية شيوعاً. وكذلك هو واحد من الأسباب الرئيسية للوفيات الولادية. يجب ان يوضع التشخيص بسرعة وكذلك التدبير السريع وإلا سوف يجرى استئصال رحم أو تحدث الوفاة الولادية حيث يمكن منعها في معظم الحالات بإرادة الله تعالى.
ان النزف المبكر هو نزف غزير خلال الأربع وعشرين الساعة الأولى بعد الولادة ويسمى نزف ما بعد الولادة الأولى أما نزف ما بعد الولادة الثانوي فهو يحدث بعد مرور الأربع وعشرين الساعة الأولى من الولادة وخلال فترة الأربعين يوم بعد الولادة. يجب على الطبيب ان يتوقع مثل هذه الاختلاطات في جميع حالات الولادة ولكن هنالك حالات تكون عالية الخطورة لحدوث هذه المضاعفات مثل حالات الحمل بأكثر من جنين كذلك في حالة زيادة السائل الامنيوسي وكبر حجم الجنين مثل حالة سكر الحمل.
ويعتبر طول فترة المخاض من الأسباب المعروفة لحدوث نزف ما بعد الولادة، كما ان السيدات ذوات الولادات العديدة يكن عاليات الخطورة وكذلك حالات عيوب ارتكاز المشيمة كما ان التاريخ المرضي بحدوث نزف بعد ولادة سابقة يزيد من خطورة تكرارها. كما ان إجراء عمليات سابقة في الرحم مثل العمليات القيصرية واستئصال أورام ليفية من الرحم وحالات انبثاق الرحم أثناء عمليات تجريف أو تنظيف الرحم تزيد من خطورة نزف ما بعد الولادة.
وهن الرحم
ان السبب الأكثر شيوعاً للنزف ما بعد الولادة المبكر هو وهن الرحم (uterine atony) حيث يجب أن يتقلص الرحم بعد الولادة للسيطرة على النزف الحاصل من مكان المشيمة ومن الروتين الذي يتم بعد الولادة مباشرة هو قيام القابلة أو الطبيب بتدليك البطن لفترات متقطعة لحث الرحم على الانقباض، ففي حالة الوهن الرحمي لا تنقبض عضلة الرحم وسبب هذا الوهن غير مفهوم جيداً ولكن غالباً ما يكون ذلك عندما يتمدد الرحم كثيراً بسبب كبر حجم الجنين أو توأم أو في حالة ازدياد كمية السائل الامنيوسي كذلك في حالة الحمل المديد أي الحمل الذي يزيد يكون أكثر من أربعين أسبوعا كما تزداد خطورة وهن الرحم في حالة ازدياد فترة المخاض حيث يتعرض جسم المرأة الحامل بشكل عام للإرهاق والتعب وبالتالي يحدث ضعف لعضلات الجسم بما فيها عضلات الرحم.
المشيمة المحتبسة (المشيمة المتثبتة)
Retained placenta
إذا لم تطرد المشيمة من الرحم خلال 6030دقيقة من الولادة. قد يحدث نزف شديد وحتى إدا خرجت المشيمة يجب على الطبيب فحص المشيمة جيداً للتأكد من أنها كاملة فلو كان أي جزء منها مفقوداً فهناك خطر لحصول النزف.
التمزق والتهتك
عندما يحدث تمزق في المهبل أو في عنق الرحم خلال الولادة قد ينتج عن ذلك نزف شديد وقد يكون ذلك نتيجة لمولود كبير الحجم أو الولادة بمساعدة الملاقط أو المحجم وقد يكون بسبب مرور المولود بسرعة خلال قناة الولادة أو بسبب بضع الفرج أي التوسيع المهبلي.
ومن الأسباب الأخرى الأقل شيوعاً للنزف بعد الولادة:
الالتصاق غير الطبيعي للمشيمة: حيث قد تلتصق المشيمة في حالات نادرة جداً في جدار الرحم أكثر من اللازم ونتيجة لذلك لا تنفصل بسرعة بعد الولادة ويمكن إن يسبب هذا الالتصاق غير الطبيعي للمشيمة نزيف شديد جداً وفي بعض الحالات تكون المشيمة مخترقة لجدار الرحم وبالتالي لا يمكن إزالتها حيث إن معظم الحالات تنتهي بإزالة الرحم نظراً لما تسببه من نزف حاد علماً بأنه من الممكن في بعض هذه الحالات إبقاء المشيمة داخل الرحم في حالة عدم وجود النزف ومعالجتها باستخدام الميثوتركسيت الذي يساعد في ضمور المشيمة ولكن قد يعاود النزف أحيانا. ان الالتصاق غير الطبيعي للمشيمة يحدث أكثر لدى النساء اللاتي لديهن نديات من شقوق سابقة في الرحم مثل العمليات القيصرية واستئصال الأورام الليفية من الرحم.
الأورام الدموية Hematomas
تحدث عندما يحصل نزف داخل الأنسجة ولا يخرج من خلال سطح الجلد ويكون التورم في القناة التناسلية السفلية مؤلماً جداً وخطير لدرجة يصبح معها التبول صعباً او مستحيلاً لفترة مؤقتة.
انقلاب الرحم Uterine inversion
يصبح الرحم في اقل من واحدة لكل 2000ولادة مقلوباً من الداخل للخارج بعد ولادة الطفل وإزالة المشيمة. وهذا يمكن ان يحدث من دون وجود أي عوامل خطورة ولكنة أكثر حدوثاً بوجود الالتصاق غير الطبيعي للمشيمة.
تمزق الرحم Uterine rupture
في واحدة من كل 1500ولادة يتمزق الرحم في أثناء الحمل أو الولادة حيث تفقد الام الدم ويقل تزويد الطفل بالأكسجين وقد يحدث هذا التمزق نزفاً خطيراً. وقد تزداد خطورة النزف إذا كانت الأم قد عانت من مشاكل نزفيه في الولادات السابقة. كما تزداد الخطورة في حالة المشيمة المنزاحة وهي الحالة التي تقع المشيمة في أسفل الرحم مغطية كلياً أو جزئياً فتحة عنق الرحم ولا تنقبض هذه القطعة السفلية من الرحم بكفاءة كالجزء العلوي مسببة النزف.
العلامات والأعراض
يستجيب الجسم للنزف بتحويل معظم التروية الدموية إلى الدماغ والقلب وهذه إلية لحفظ حياة هذين العضوين الهامين ولكن الجسم يعتني بهذه الأعضاء على حساب أعضاء أخرى وبما أن تزويد الأكسجين لخلايا الجسم ينقص بدرجة كبيرة تحدث الصدمة. فعند حدوث نزف شديد بعد الولادة قد تحدث المشاكل التالية: شحوب وقشعريرة أو نوافض مع دوار أو غشي وبرودة في اليدين وغثيان وقيء وتسارع في نبضات القلب وهذه الأعراض والعلامات يبحث عنها الفريق الطبي عند حدوث النزف ويعد فقد الدم حالة طارئة تتطلب تدخلاً فورياً.
العلاج
ويتضمن العلاج أن تبقى المريضة في اغلب الأحيان في المستشفى عندما تظهر أعراض فقد الدم وعلاماته ويتخذ الفريق الطبي خطوات عدة للتعامل مع المشكلة وهي تشتمل على خفض جهة الراس من السرير وتدليك الرحم كما تعطى السوائل الوريدية ومستحضرات دوائية تساعد على انقباض الرحم مثل الاكستوسين.
ويمكن ان تشتمل المعالجات على نقل دم للمريضة بصورة عاجلة اعتماداً على شدة المشكلة وبشكل عام يكون احتمال نقل الدم بعد الولادة اقل من 2% وحتى في الولادة القيصرية تحتاج المرأة إلى نقل الجم في 3% من الحالات فقط وتبقى قرارات التدبير العلاجي معتمدة على سبب النزف. قد يؤدي النزف في حالات نادرة جداً إلى وفاة الأم وفي الحقيقة يعد النزف احد الأسباب الأساسية لوفيات الحمل في الولايات المتحدة الأمريكية وهذه المضاعفات هي التي تجعل الولادة في المراكز المعدة جيداً ضرورية.
.gif "الرئيسية"){kind=small}
الرئيسية 
الأحد 4 سبتمبر - 21:59