الموجات فوق الصوتية والحمل
"يعتبر فحص الحوامل بالموجات فوق الصوتية من اكثر الفحوصات التي تجرى للحوامل اثناء الحمل وسوف نتحدث عما يمكن للاشعة او الموجات فوق الصوتية توضيحه ودواعي استخدامها للحوامل.
في بداية الحمل يظهر الفحص بالموجات فوق الصوتية للحوامل وجود كيس الحمل داخل الرحم ويعتبر استخدام الموجات فوق الصوتية في بداية الحمل للتأكد من وجود كيس الحمل داخل الرحم وعدم وجود حمل خارج الرحم.
يمكن التأكد من ذلك باجراء الفحص بالموجات الفوق صوتية عن طريق البطن على شرط ان تكون مثانة الحامل ممتلئة وفي بعض الحالات لا يمكن رؤية الرحم بوضوح عن طريق البطن ولذلك يجرى الفحص عن طريق المهبل للتأكد من وجود كيس الحمل داخل الرحم.
من الجدير ذكره هو ان الفحص بالموجات الفوق صوتية عن طريق المهبل لا يؤثر على الحمل ولا يؤدي للاجهاض او التشوهات وما يحدث من نزول بعض الدم احياناً عند الفحص بالموجات فوق الصوتية هو نتيجة تجمع الدم اصلاً في عنق الرحم او كون الجنين اصلاً ميتاً ولا يدل نزول الدم عادة على أي شيء اكثر من ذلك.
يمكن عند اجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية بعد الاسبوع السادس من الحمل رؤية كيس دائري صغير هو الكيس المحي كما يمكن رؤية جنين صغير ورؤية النبض داخل الكيس.
يبدأ وضوح رؤية الجنين المتكون على شكل رأس وجسم واقدام ويدين بعد الاسبوع العاشر من الحمل ويجرى عادة الفحص بالموجات الفوق صوتية بعد الاسبوع الحادي عشر من الحمل حتى الاسبوع الثالث عشر لرؤية سماكة الغشاء خلف رقبة الجنين وقد يدل وجود سماكة في هذا الغشاء على احتمال كون الجنين غير طبيعي ووجود خلل في كرموسومات الجنين. ويجرى هذا الفحص عادة للحوامل فوق سن 35عاماً وفي حالة وجود هذه السماكة يجب اجراء سحب مياه السائل الامنيوسي لتحليل كرموسومات الجنين والتأكد من سلامتها.
يعتبر اجراء الفحص بعد ذلك ضرورياً ابتداء من الاسبوع 16حتى الاسبوع 22وهذه الفترة مهمة لاجراء الفحص بالموجات الفوق صوتية حيث يمكن رؤية معظم التشوهات في هذه الفترة، تجرى ايضاً في هذه الفترة القياسات لمعرفة عمر الجنين وهي محيط الرأس وقطرا الجدارين لرأس الجنين، محيط البطن، طول عظم الفخذ للجنين، كما يجرى ايضاً قياس كمية السائل الامنيوسي ومعرفة اذا كانت كميته طبيعية أم لا. يمكن أيضاً معرفة موقع المشيمة والتأكد من بعدها عن عنق الرحم وعدم نزولها ويتم ايضاً في هذه المرحلة رؤية المعدة، الكليتين، المثانة، القلب، اليدين، الرجلين، العمود الفقري، الرأس ومعظم مكوناته، جنس الجنين، الحبل السري والتأكد من وجود الأوعية الدموية الطبيعية فيه. أي بمعنى آخر يمكن التأكد من سلامة الجنين وتوقيت الحمل باجراء هذا الفحص بالموجات فوق الصوتية في هذه الفترة من الحمل.
يعتبر إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية بعد ذلك غير ضروري للتأكد من سلامة الجنين أوجود أي مضاعفات في الحمل.
يجب إعادة الفحص بالموجات الفوق صوتية بعد ذلك عند وجود سكر الحمل للتأكد من عدم كبر حجم الجنين والتأكد من كمية السائل الامنيوسي، أو عند وجود ارتفاع في ضغط دم الحامل للتأكد من عدم صغر حجم الجنين وتأخر نموه، أو عند اكتشاف وجود مشيمة نازلة أو موقعها قريب او يغطي عنق الرحم في الاشعة المبدئية، أو عند وجود أي تشوهات او اشتباه وجودها بالاشعة المبدئية لمتابعتها مثل عيوب القلب، الكليتين، الدماغ، العمود الفقري او عند حدوث أي عارض للحامل مثل نزول الدم للتأكد من عدم انفصال المشيمة او اشتباه صغر حجم الجنين او كبر حجمه.
التوأم :
يجرى عادة الفحص بالموجات الفوق صوتية في حمل التوأم اكثر من الحمل المنفرد حيث تتم متابعة نمو الاجنة داخل الرحم عن طريق اجراء الفحص بالموجات الفوق صوتية مرة كل شهر والتأكد من عدم نمو جنين على حساب الآخر او عدم وجود زيادة في كمية السائل الامنيوسي في كيس اكثر من الآخر.
كما يتم اجراء الفحص بالموجات الفوق صوتية في حالات المشيمة النازلة ( المنزاحة ) مرة كل شهر على الاقل وليس قبل ذلك حيث يستغرق ارتفاع موقع المشيمة فترة طويلة عادة ولا يجب تكرار اجرائها الا عند الحاجة الى ذلك.
يجرى الفحص بالموجات الفوق صوتية للحوامل بعد الشهر الثالث لقياس طول عنق الرحم وإتساعه في حالة اشتباه وجود ضعف في عنق الرحم والحاجة الى اجراء ربط لعنق الرحم نتيجة لحدوث اجهاض في الشهر الرابع او الخامس سابقاً او حدوث ولادة مبكرة سابقة للحامل وتستخدم لهذا الغرض الاشعة المهبلية، ولكن يمكن اجراء هذا الفحص عن طريق البطن بشرط ان تكون مثانة الحامل ممتلئة لرؤية عنق الرحم.
يعاد اجراء الفحص بالموجات الفوق صوتية ايضاً للحوامل عند اكتشاف وجود أورام ليفية في الرحم لمتابعة نموها حيث انها عرضة للنمو اثناء الحمل كما تجرى عند وجود اكياس في المبيضين لمتابعتها والتأكد من اختفائها مع تقدم الحمل.
وظائف المشيمة :
يستخدم الفحص بالموجات فوق الصوتية ايضاً للتأكد من سلامة وظائف المشيمة وحالة الجنين الصحية ويعرف ذلك بالفحص الفيزيائي للجنين (بيوفيزيكال بروفيل) حيث يتم التأكد من وجود خمس علامات هامة وهي تنفس الجنين، حركة جسم الجنين، حركة اطراف الجنين، سلامة دقات قلب الجنين، كفاية كمية السائل الامنيوسي ويجرى هذا الفحص عادة بعد الشهر السادس من الحمل. وفي حالة عدم وجود هذه المؤشرات المهمة يتم فحص سريان الدم في الحبل السري باستخدام موجات الدوبلر (الموجات الملونة للاشعة الصوتية) وفي حالة وجود نقص جريان الدم في الحبل السري فقد يستدعي ذلك التدخل لانهاء الحمل او الولادة حفاظاً على حياة الجنين. من المهم معرفة ان اجراء هذه الفحوصات المتقدمة للحمل يجب ان يكون على يد اخصائي خبير في هذا الفحص وذلك لسلامة التفسير وعدم التدخل بدون داعي لانهاء الحمل وقد يتطلب الامر اعادة الفحص مرة اسبوعياً واجراء تخطيط يومي لدقات قلب الجنين لاتخاذ القرار المناسب.
من المهم معرفة ان الفحص بالموجات فوق الصوتية لا يتضمن وجود اي اشعاع يتعرض له الجنين او الحامل ويسمى هذا الفحص عن طريق الخطأ اشعة لدى عامة الناس ولكنه لا توجد به اي اشعاع. لا توجد حتى الآن اي آثار جانبية من تعرض الحامل للفحص بالموجات فوق الصوتية سوى احتمال تأثر سمع الجنين عند تعرضه للفحص بالموجات فوق الصوتية لفترات طويلة ولكن هذا ايضاً غير مثبت بشكل كبير علمياً ولكن يجب التحذير من عدم اجراء الفحص بشكل مستمر بالموجات الفوق صوتية بدون داع حيث انه من المعروف ان بعض الآثار الجانبية لا يمكن اكتشافها إلا بعد مرور سنوات طويلة على استخدام أي فحص جديد.
التشوهات :
هل يمكن للفحص بالموجات فوق الصوتية اكتشاف جميع التشوهات؟
يعتبر هذا السؤال مهماً جداً فعند اجراء فحص بالموجات فوق الصوتية على يد خبير بها وفي الوقت المناسب يمكن القول بثقة من خلو الجنين من معظم العيوب الكبيرة ولكن من الواجب معرفته بأن هناك بعض العيوب الصغيرة التي قد لا يمكن اكتشافها اما سهواً او لكون الفحص اجري في الوقت الغير المناسب وهذا متعارف عليه عالمياً. كما انه من المهم معرفة ان اكتشاف الطفل المنغولي بالفحص بالموجات الفوق صوتية يكون اكثر تأكيداً عند اجراء فحص سماكة الرقبة في فترة 11- 13اسبوع من الحمل لأن هذه العلامة قد تختفي بعد هذه المرحلة من الحمل ولا يمكن اكتشافها وعموماً فإن التشخيص المؤكد للطفل المنغولي هو عن طريق سحب السائل الامنيوسي والتأكد من سلامة الكرموسومات فقط.
الفحص بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد:
ان ما تحدثنا عنه سابقاً عن الفحص بالموجات فوق الصوتية يتم باستخدام الموجات فوق الصوتية ثنائية الابعاد. ظهرت حديثاً اجهزة فحص الاجنة بالموجات فوق الصوتية ثلاثية ورباعية الأبعاد حيث يمكن رؤية وجه الجنين بشكل اقرب الى الصور الفوتوغرافية الحقيقية ولكن يجب التأكيد على ان هذه الاجهزة الجديدة لا تغني عن اجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية الثنائية الابعاد كما انها على عكس ما يعتقد الكثير من الناس انها تظهر جميع انواع التشوهات.
يستخدم الفحص بالموجات فوق الصوتية ثلاثية ورباعية الأبعاد لرؤية العيوب الخلقية الخارجية للجنين مثل الوجه واليدين والرجلين والاعضاء التناسلية كما انها يجب ان تجرى على يد خبير في تفسير نتائجها بالاضافة الى عدم قدرتها على اكتشاف العيوب الداخلية كما ذكرنا مثل عيوب الدماغ، القلب، الكليتين، المعدة، والامعاء، لذلك يجب عدم المغالاة في اجرائها.
ومن المهم ذكره ان هذه الاجهزة الحديثة تصدر طاقة عالية جداً لم يتم التأكد حتى الآن من عدم تأثير هذه الطاقة العالية على الجنين وسلامته ويجب مرور العديد من السنوات على استخدامها على الاجنة قبل التأكد من ذلك وتحسين اجهزتها بطريقة تقلل من خطورة طاقتها العالية على الجنين واستخدامها فقط عند وجود دواعي مثل اشتباه التشوهات.